أمشي....و لا ادري إن كنت أمشي أم الطريق يمشي بي..
أعيش...و لا أدري إن كنت أعيش..أتنفس الهواء..أم الهواء يتنفسني..
يرغمني على البقاء..عنوة..و انا ..مسلوب الإرادة..
أنا..أين أنا؟؟ لست أدري...
أنا هنا على الأرض ؟؟ أم هناك في مكان ما بين الأرض و السماء؟؟
هنا..اتنفس الهواء..امشي..اصرخ..اضحك..ابكي..
اعيش في عالمهم..اعيش لهم..لا لنفسي..
هم يروني..و انا اراهم بعيني..لا بقلبي..
احسهم بجسدي...لا بروحي...فأين انا ؟؟
و هناك..ايضا اعيش...اضحك ..و ابكي..كما هنا..لكن في عالمي انا..
حيث روحي تسمو...و قلبي ينبض..
و مشاعري تصحو..و وجودي يزهو..
و انت..يا مالك روحي..تسألني: كيف؟ و لماذا؟
فأسألك بربك انت لماذا ؟؟
و كيف استطعت ان تدق الباب المنيع ؟؟
كيف دخلت ؟؟ و صرت اهلا ...
كيف تسللت إلى اعماقي ؟؟
كيف صهرت الثلج في مهجتي ؟؟
كيف تسربت إلى خلايا كياني ؟؟
حتى صرت قطعة مني..فيها مصدر روحي ..هل بمقدور المرء ان يحيا بلا روح؟؟
لا..الأمر يستحيل..و انت تلومني..فلم اللوم؟؟؟
لم اللوم و انت روحي ؟؟ و بك احب نفسي و اعشق حياتي ..
و بك ايضا اخاصم نفسي..و اكره وجودي..
في كل يوم لي عذاب..
في كل يوم اراك في وجوه الناس..و احسك تراني بعيونهم..
و تلمسني بأيديهم..
و رياح صدرك من صدورهم تهب بي و تعصف بي..
و تأخذني إلى عالم بعيد..حلم بعيد
ثم توقظني على حقيقة..قبيل لحظات كانت حلما جميلا..
و انت..تقول: انتِ خيال..انتِ نوع من المٌحال..
لكِ عالم..و لي عالم..لكِ حياة ولي حياة..
و انا..اقول: لنا عالم بين العالمين..
لنا حياة بين الحياتين..لنا مكان هناك بعيد..
فيه روحي تنشد روحك..
فيه عقلي ينادي فكرك..
فيه قلبي يحيا بنبض قلبك..
نعم..اعرف انه مستحيل..
فهذي انا..و ذا انت بعيد هناك..
و لكنك في كياني تسكن..كما روحي بين كفيك تسكن..
اعرف ان هذا محير..
فانا..لست اطلب منك حبا..لست اطلب منك عشقا..
لست اطلب اي شيء..سوى ان تكون رحيما بروحي..
في يوم من الايام سيزول جسدي..و يمحى اسمي..فتبق روحي سامية في السماء..
نفخة من الله...ليس مكتوب لها العذاب..
لست اصدق ما انا به..
اني اتعذب..اتألم..روحي تبكي..و نفسي تصرخ..
في كل لحظة اخاف الفراق..
صحيح انك بعيد هناك..لكنك في قلبي و عقلي دائما و ابدا..
ولا ادري..أأخاف منك ؟ أم أخاف عليك ؟
فأنت تعز علي..ولا اريد لك العذاب..
أأخاف من فراقك؟ أأخاف من قسوتك؟
أم أخاف من ذاك الشيء العظيم الذي بداخلي ان يطوقك و يخنقك ؟
لا..لا اقوى على التحمل..
فصرت تائه بين لا و نعم..حاولت ان اقول لا..
حاولت بشدة..قلت لا من اعماقي..
لكنها كانت كشرارة من نار..
توجهت اليك بقسوة..
و اصطدمت بجدار قلبك لتدخل اعماق الاعماق..
مفكرة ان صداها سيرتد لا بلا الم..
لكنه في الحقيقة..ارتد لي ( نعم )..
فقل ما يحلو لك..و افعل ما تشاء..
فهذا انا..و هذا قلبي..و ذي هنالك روحي..
و هذا عذابي و هذه آلامي..
فاتركيني لها ..و ارحلي..ان شئتِ..
فيصعب عليكي ان تفهمني..
يصعب عليكي ان تقبلي الحقيقة كما هي..
ارحلي..ولا تزيدي آلامي..
ارحلي..فقلبي اليوم بات مذبوحا..مقتولا..ميتا..
موضوع: صرااع مع العشق 
السبت يونيو 20, 2009 5:16 pm
